أحوال نجد والعالم الإسلامي في عصر دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية
بشهادة الأديب السيد عبد الجليل الطبطبائي ت ١٢٧٠هـ
جزى الله رب العرش بالصفح والرضى … وبالخير من قد كان أصدق قائم
بنصرة دين المصطفى وظهيره … هو الحبر ذو الإفضال حاوي المكارم
هو الورع الأواه شيخي محمد … هو القانت السجاد في جنح فاحم
لقد قام يدعو للمهيمن وحده … فريداً طريداً ما له من مسالم
وجاهد في الرحمن حق جهاده … وفي اله لم تأخذه لومة لائم
همام بدا والناس إلا أقلهم … على محض شرك في العبادة لاجم
يعدون للضراء قبة ميت … كما طلبوا منها نتاج العقائم
فهم بين موم بالركوع لسيد … وآخر يعنو وجهه للبهائم
ومن بين داع هاتف باسم شيخه … يروم به نفعاً ودفع العظائم
يقرب للمقبور قربان ربنا … ويجهد في تسليم نذر الكراثم
ويدفع عين الحاسدين بأعظم … ويرجو لدى الحمى عقود التمائم
وقد طمست أعلام سنة أحمد … وقد زاد سلطان الهوى والمآثم
وقد طم أكناف البلاد وعمها … فسوق وعصيان وهتك المحارم
عقوق وشرب واللواط مع الزنا … وزور وقذف المحصنات النواعم
ولم تلق عن بادي المناكر ناهياً … ولا آمراً بالعرف بين العوالم
فجرد عضب العزم إذ أوضح الهدى … بآيات حق للضلال صوارم
وقدَّ بها الغواية فانمحت … قواعد زيغ محكمات الدعائم
سقى الله قبراً ضم أعظمه الذي … حوى شرفاً من هاميات الغمائم
كتاب : روض الخل والخليل ديوان السيد عبد الجليل ۱۲۷۰ هـ ، المكتب الإسلامي ، دمشق ، بيروت ، ط ۳ (ص۳۲-۳۳)